لمـاذا لا يعـدم العمـلاء والجواسيـس
د.نسيب حطيط
تتزايد أعداد العملاء في زنازين القوى الأمنية،و تتكاثر لجان الدفاع عن العملاء ، ويؤجل الإعدام بإنتظار العفو واقرار قانون الغاء الإعدام.
بعض العملاء تحميه الطائفة أو المذاهب،وعميل يحميه التنظيم أو الحزب،وعميل تحميه علاقاته وأمواله وعملاء يحميهم التوازن الطائفي.
لماذا تتأخر منظومة(الجيش والشعب والمقاومة)عن إستكمال مسيرة مقاومة العملاء والجواسيس حيث تنجز مرحلة المراقبة،وإلقاء القبض والتحقيق ثم تتجمد في مرحلة تنفيذ الإعدام !!ويبقى العملاء في زنازينهم بإنتظار الإفراج عنهم كما حصل مع العملاء من (آل العلم ) بحجة المرض أو كما حصل مع العملاء الذين فروا إلى إسرائيل مع عائلاتهم بسبب الخوف مما فعلوه بأهل الجنوب وطمعا في عطاءات إسرائيل،والتي عاقبتهم أكثر مما عاقبهم لبنان أو المقاومة فأسكنتهم في مستوعبات حديدية،ووزعت عليهم الملابس المستعملة ؟.
لقد اقر مجلس النواب قانون عودة الفارين إلى إسرائيل بذريعة العيش المشترك(ولم الشمل) إستنادا إلى تجربة من بقي من العملاء الذين تمت محاكمتهم (رمزيا).
الظاهر أن منظومة(نزع السلاح-حماية العملاء والسلام مع إسرائيل) تنتصر وأكثر جرأة وتأثيرا في لبنان سواء كانت في السلطة أو خارجها فإذا كانت حكومة اغلبيتها من حركات المقاومة ومن يساندها لا تستطيع تنفيذ الإعدام بالعملاء والجواسيس... فهل سننتظر عودة الأطراف التي تعاملت مع إسرائيل لتحاكم العملاء؟
هل ننتظر الأطراف التي لا ترى في إسرائيل عدوا إلا بالكلام وتستعد للسلام والتفاوض معها لتحاكم العملاء؟
هل سينتظر أهالي الشهداء المدنيين والمقاومين وأسرى الخيام وأنصار عودة العملاء ليعتقلوهم من جديد؟
هل سيبقى العملاء بإنتظار إقرار قانون يمنع عقوبة الإعدام في لبنان الذي قدمه الوزير ابراهيم نجار عام 2008بحجة إنسانية وحضارية ؟
هل ستؤدي المماطلة بتنفيذ أحكام الإعدام لفتح الأبواب أمام أولياء الدم من عوائل الشهداء والأسرى لأخذ حقوقهم بأيديهم وفق عدالة فردية فوضوية يختلط فيها الحابل بالنابل؟
هل مطلوب أن يمارس المظلومون عملية(الثأر المقاوم) ضد العميل الذي قتل الأب أو الأخ أو الإبن أو أعتقل الأم أو الأخت لأن الدولة تقاعست ،ولأن أحزاب المقاومة دخلت في دهاليز السياسة والمساومة والتفاهمات التي تمنع تنفيذ أحكام الإعدام؟
إن المماطلة والتخاذل عن إعدام العملاء يساعد العدو لتجنيد العملاء وطمأنتهم بأن لا عقوبة لهم حتى لو ألقي القبض عليهم ومن لا يصدق فلينظر ما جرى بشبكات العملاء التي القي القبض عليهم ثم نسيها الناس والقضاء وبقي العدو ساهرا على الإتصال بهم.
على مشارف شهر شباط،شهر الشهادة،وثأرا لدماء الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية ولكل الشهداء من مجازر قانا وأخواتها ، نطلق الصرخة لإعدام العملاء حفظا للمقاومة وأهلها كأولى خطوات الإستراتيجية الدفاعية ،وإذا كان التوازن الطائفي أو غيره يشكل حائلا دون ذلك فإننا نقترح إعدام العملاء وفق التالي:
- إعدام العملاء الشيعة قبل غيرهم اودون غيرهم.
- إعدام رجال الدين(الذين تثبت عمالتهم) قبل العملاء العاديين .
- إعدام الواعين والمثقفين من العملاء قبل الفقراء والجهلة.
- إعدام عملاء بقية الطوائف وفق مفاهيم(الخيانة الوطنية)حتى لا يصبح العميل(أشرف الشرفاء) وحتى لا يصبح المتعاون مع سوريا وإيران عميلا يتساوى مع العميل الإسرائيلي والأميركي وفق ما يعتقد به البعض ،لأنه لا يؤمن بالعداء مع إسرائيل بل تحالف معها ؟
اذا كانت حكومة اكثريتها مقاومة لا تستطيع إعدام العملاء ، فتلك مصيبة او انها ضريبة السلطة التي تسجن الثوار بخيوطها العنكبوتية ،وتسفه شعاراتهم وتقزم أهدافهم ،لتصبح التعيينات الإدارية أهم من إعدام العملاء الذين يكشفون السلاح ومخازنه وإنفاقه؟
سلام على الشهداء ..سلام على الأيتام والأرامل ...سلام على الأسرى ..ولا تنتظروا إعدام العملاء حفظا للحكومة والتعيينات والنفط... فالثورة غير الدولة وكذلك رجالها !